جامعة السويس
ثمارٌ وأحجارٌ ... بقلم أ.د. أشرف حنيجل رئيس جامعة السويس
الأحد. 31 ديسمبر, 2023

ثمارٌ وأحجارٌ ...
مقال بجريدة الجمهورية عدد الأحد ٣١ ديسمبر ٢٠٢٣ ...
                     بقلم
             أ.د. أشرف حنيجل 
          رئيس جامعة السويس 
يقولُ المثلُ القديمُ "الأشجارُ المثمرةُ دائمًا تُرمى بالحجارةِ "
لقد أكدَت الخبراتُ المتتاليةُ صحةَ هذا المثلِ ودقةِ معناهُ، ففِي أي مجتمعٍ من المجتمعاتِ توجدُ مجموعةٌ من الأفرادِ ليسَ لهَا أيُّ هدفٍ سوى هدْم أو تشويهِ أيَّ إنجازٍ يحدثُ على الأرضِ، وذلك لتحقيقِ غايةً لهمْ هيَ تحطيمُ هذا المجتمعِ من الداخلِ من خلالِ اغتيالِ الهمَّةِ والتقليلِ من قيمةِ أيِّ عملٍ أو إنجازٍ يصبو لتقدمِ المجتمعِ. 
ولقدْ تجسَّدَ في الانتخاباتِ الرئاسيَّةِ الأخيرةِ التي تمَّت منذُ أيامٍ هذا المثلُ، وظهرَتْ هذهِ المجموعةِ من رماةِ الأحجارِ بهدفِ الهدمِ وليسَ بهدفِ الحصولِ على الثمارِ، بهدف الإيذاء وليسَ بهدفِ النقدِ البناءِ، حيثُ شكًّكَ البعضُ قبيلَ هذا الحدثِ الدستوريِّ في مدَى وعْيِ الشعبِ المصريِّ، حاولَ بعضُهمْ أنْ يتلاعَبَ بإدراكِ أبناءِ مصرَ منْ خلالِ محاولاتِ التقليلِ من أهميةِ هذا الاستحقاقِ.
وكَمَا يُقالُ لقدْ كانَ الردُّ في الملعبِ، حيثُ رسمَ أبناءُ مصرَ لوحةً هيَ الأروعُ منذُ سنواتٍ طويلةٍ، حينَ اصطفوا جميعًا دُونَ أيِّ توجيهٍ لاختيارٍ معينٍ دونَ غيرِهِ، وقالُوا كلمتَهُم التي كَانتْ قويةً مدويةً في شتى أرجاءِ الأرضِ لتعلنَ أنَّ مَقولةِ المصريينَ أصحاب سبعةِ آلافِ عامٍ من الحضارة ليست قولاً فقط، بل هي فعلٌ تجسد جليًّا للقاصي والداني؛ ليشهدَ على عظمةِ هذا الشعبِ، فهي ليست سبعةَ آلافِ عامٍ فحسب، بل هي خبراتٌ تراكميةٌ من الوعيِّ والفَهْمِ والتشبُّع بحبِّ ترابِ هذا البلدِ.
ولقدْ كانَ علينَا في جامعتِنا دورٌ توعويٌّ هامٌّ تجاهَ أبنائِنا طلابِ ومنسوبِي الجامعةِ، فقدْ كانَ لزامًا علينا أنْ نقبلَ التحدِّي، تحدِّي نشرِ الفكرِ المستنيرِ والوعيِ الحقيقيِّ بأهميةِ المشاركةِ الإيجابيةِ فِي هذَا الاستحقاقِ الدستوريٍّ الهامّ.
وقدْ كان حرصي بشكلٍ شخصيٍّ على أن يقتصرَ دورُ الجامعةِ على التوعيةِ والتشجيعِ على المشاركةِ فقط؛  دونَ أدنَى محاولةٍ للتوجيهِ سواء بالتلميحِ أو التصريحِ لاختيارِ مرشَحٍ دونَ غيرِه، ولقدْ راهَنتُ على وعي منسوبِي الجامعةِ رهانًا لا يقبلُ الشكَّ، حيثُ كنتُ على يقينٍ بأن أبناءَ جامعةِ السويسِ شأنُهم شأنُ كافةِ المصريينَ يدركونَ جيدًا أينَ مستقبلُ مصرَ، وعلى وَعي تامٍّ بمن يستحقُّ أن يقودَ البلادَ في المرحلةِ القادمةِ لاستكمالِ مسيرةٍ البناءِ والتنميةِ. وكانت حشودُ أبناءِ مصرَ أمامَ اللجانِ الانتخابيةِ للإدلاءِ بالأصوات متصدرةً للمشهدِ، كاشفةً عن درجةِ الوعيِ الكبيرِ الذي يتمتعُ بهِ هذا الشعبُ العظيُم.
وكانت نتيجةُ هذا العرسِ الديمقراطي الكبيرِ بمثابةِ رسالةٍ واضحةٍ للعالمِ أجمع بأنَّ أبناءَ الكنانةِ يعلمونَ جيدًا كيفَ يخططونَ لمستقبلِهِم، رسالة واضحة لا تقبلُ التأويلَ بأن المصريينَ سيظلونَ متكاتفينَ خلفَ قيادتهمْ الرشيدةِ للعبورِ بمصرَ إلى برِّ الأمانِ واستكمالِ بناءِ الجمهوريةِ الجديدةِ. 
لقد أرسلت أنا وكافةُ أبناءِ شعبِ مصرَ التهنئةَ للسيدِ الرئيسِ لفوزِه في الانتخاباتِ، ولكن لابدَّ أنْ أهنئَ أيضًا شعبَ الكنانةِ على وعيهِ وفهْمِه وإدراكهِ لطبيعةِ المرحلةِ الحاليةِ التي تحتاجُ لقائدٍ قويٍّ واعٍ قادرٍ على استكمالِ مسيرتِه التي بدأها لنجنيَ جميعًا ثمارَ مَا حصد رغم أحجار المغرضينَ، أهنئُ نفسِي وكافةَ أبناءِ مصرَ برئيسِ مصرَ فخامةِ السيدِ الرئيسِ عبد الفتاحِ السيسي القائدِ الأعلى للقواتِ المسلحةِ...
وفي النهايةِ فثمارُنا باقيةٌ بل تزدادُ، وأحجارُهم لا تصيبُنا بل تردُّ إليهم خاسرينَ مبهوتينَ، فليستمروا برمي الأحجارِ وليستمر شعبُنا الواعِي في زرعِ الأشجارِ والثمار.
حفظَ اللهُ مصرَ وشعبَها، وحفظَ رئيسَها وجيشَها وشرطتها من كل مكروهٍ وسوء.