يلعب العامل البيئي والظرف التاريخي دوراً مؤثراً بدرجة حتمية على فكر المرء وسلوكه، ولعل ما يميّز علمي السياسة والاقتصاد هو ارتباطهما الوثيق بالتطور الاجتماعي الذي شهدته الأمم والمجتمعات، وارتباطهما أيضاً بالظروف التي مرّت بها عبر العصور والحقب المختلفة - التي أسهم الفكر السياسي والاقتصادي خلالها في إيجاد تصورات ورؤى متنوعة، مثلت رصيداً معرفياً وتطبيقياً في التعامل مع الظواهر السياسية والاقتصادية، هذا الرصيد المعرفي والعملي بات مُتاحاً لكل المجتمعات لتختار منها وتعدل أو تبني عليها بما يتناسب وظروفها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
ولعل حاجتنا إلى إعمال الفكر والخروج برؤى جديدة تتوازى مع حاجتنا إلى الفهم والتفسير العلمي، فكليهما يستمدان أهميتهما ليس فقط من أننا أصبحنا نعيش في ظل عالم تحكُمه المصالح المتضاربة، بل أيضاً في ظل عودة الأيديولوجيات مجدداً في ثوبها القديم مُضافاً إليها نزعات تخريبية ادعت الأصولية وباتت تؤثر في سلوك المجتمعات أكثر من تأثير العلم. وإزاء ذلك يُصبح لزاماً أن نقترب اقتراباً واقعياً من قضايا السياسية والاقتصادية - بما يحقق فهماً أفضل لما تتضمنه من مفاهيم ومتغيرات، ومن هنا يأت دور المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية للقيام بدورها في هذا المجال.
أ.د/ جمال سلامة
أوائل الكلية
الاقسام
البرامج الجديدة
الكلية في ارقام
شركاؤنا وروابط ذات صلة