كلمة عميد الكلية

يلعب العامل البيئي والظرف التاريخي دوراً مؤثراً بدرجة حتمية على فكر المرء وسلوكه، ولعل ما يميّز علمي السياسة والاقتصاد هو ارتباطهما الوثيق بالتطور الاجتماعي الذي شهدته الأمم والمجتمعات، وارتباطهما أيضاً بالظروف التي مرّت بها عبر العصور والحقب المختلفة - التي أسهم الفكر السياسي والاقتصادي خلالها في إيجاد تصورات ورؤى متنوعة، مثلت رصيداً معرفياً وتطبيقياً في التعامل مع الظواهر السياسية والاقتصادية، هذا الرصيد المعرفي والعملي بات مُتاحاً لكل المجتمعات لتختار منها وتعدل أو تبني عليها بما يتناسب وظروفها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
 
ولعل حاجتنا إلى إعمال الفكر والخروج برؤى جديدة تتوازى مع حاجتنا إلى الفهم والتفسير العلمي، فكليهما يستمدان أهميتهما ليس فقط من أننا أصبحنا نعيش في ظل عالم تحكُمه المصالح المتضاربة، بل أيضاً في ظل عودة الأيديولوجيات مجدداً في ثوبها القديم مُضافاً إليها نزعات تخريبية ادعت الأصولية وباتت تؤثر في سلوك المجتمعات أكثر من تأثير العلم. وإزاء ذلك يُصبح لزاماً أن نقترب اقتراباً واقعياً من قضايا السياسية والاقتصادية - بما يحقق فهماً أفضل لما تتضمنه من مفاهيم ومتغيرات، ومن هنا يأت دور المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية للقيام بدورها في هذا المجال.
                                                                أ.د/ جمال سلامة

بناتي وابنائي طلاب كلية السياسة والاقتصاد-جامعة السويس
في البدء، بالإصالة عن نفسي وبالنيابة عن جميع أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم والعاملين بالكلية، أود أن أتقدم إلى جميع الطلاب القدامى والجدد بخالص التهنئة القلبية بالعام الدراسي الجديد، واتوجه على الأخص بثنائي على الطلاب الجدد لاختيارهم الدراسة في كلية السياسة والاقتصاد، والتي تخرج فيها العديد من العلماء والرموز السياسية والاقتصادية والإدارية في مصر الحبيبة، فأضاءوا ساحتها وخرجوا من نطاق المحلية إلى مجال العالمية، فعُرفت ولمعت أسماؤهم، حتى باتوا كالكواكب المنيرة في مجالهم. وسوف تستشعرون منذ دخولكم هذه الكلية أن فجر حياتكم المهنية قد اخذ يبزغ منذ اللحظة التي تدرسون فيها مناهجكم في شغف واهتمام، كما سوف يتبين لكم على مدار سنوات دراستكم اهتمامنا بكم، وأنكم في عقل وقلب كل من يعمل بالكلية، بل وستستمر الصلة والعلاقة بينكم وبين هذه الكلية لا تنفصل أو تنفصم بعد انتهاء دراستكم بها، أيا كانت المواقع أو المراكز التي ستحتلونها مستقبلا مزاولين من خلالها دوركم الإيجابي الفعال والبناء في حياتكم العملية.
وفي هذا النطاق، أود أن أوجه كلمات إلى بناتي وأبنائي من الطلاب الجدد، أعلموا أنكم انتقلتم اليوم من الدراسة الثانوية إلى الدراسة الجامعية، وبينهما فارق كبير واختلاف بين واضح، إذ لم تعد تقتصر الدراسة التي تتلقونها هنا في الصرح الجامعي علي مجرد بذل جهد يعتمد في غالبيته علي الذاكرة وحدها، ولم يعد معيار التمييز هو تقدير من أوتوا حظاً وافراً في هذه الناحية فقط، بل هدفنا في تلك المرحلة هو بث روح البحث والتمحيص عندكم لإعدادكم للعمل الإيجابي الخلاق، والوسيلة لإدراك هذه الغاية هي التمعن في مناهجكم ودروسكم وتدبرها ومناقشتها وتحليلها، ولذا يجب عليكم مواصلة إعمال فكركم ، فالعلم القائم علي الفهم والمناقشة اثبت منه علي مجرد الحفظ والمتابعة ، وهذه الطريقة هي أساس تكوينكم العلمي وبناء شخصيتكم الخلاقة. واعلموا أيضا أن تكوينكم العلمي لن يكتمل إلا بتعاونكم مع اساتذتكم الذين لن يألون جهداً في سبيل تبسيط المادة العلمية لكم، وإيضاحها لكم بجميع الوسائل الممكنة، كما لن يكتمل إلا بسعيكم الحثيث لتشكيل معلوماتكم من المصادر والمراجع العلمية المختلفة، فعليكم عدم الاقتصار على مجرد المناهج الدراسية التي يعدها لكم اساتذتكم بالكلية، والاستماع إلى المحاضرات فقط، بل استقوا معلوماتكم من شتي الكتب الموجودة سواء في مكتبة الكلية أو على شبكة الإنترنت. 
بناتي وابنائي الطلاب
ان الجامعة هي مجتمع مصغر تتعرضون فيها إلى تجارب حياتية مشابهة إلى الحياة الواقعية الفعلية، فلا تقتصر الدراسة فيها فقط على التحصيل العلمي ولا مجرد الاجتهاد فيه، بل تتوافر فيها طيف واسع جدا من الأنشطة التي يمكن لكم الانخراط فيها، والتي ستساهم في صقل وعيكم وتنمية مهارتكم وإعدادكم للمستقبل، هذه الأنشطة يرتبط بعضها بشكل أو بآخر بمجال دراستكم مثل نماذج المحاكاة التي تسعي إلي تقليد العمل داخل مؤسسات وطنية أو إقليمية أو دولية، تتقمصون أنتم أيها الطلاب أدوارها القيادية، وتمارسون فيها علي ارض الواقع ما يوطد فهمكم وما حصلتموه نظريا في دراستكم.
بناتي وابنائي الطلاب
  إن التحديات كبيرة، ولكن الآمال أكبر والعزائم أقوى وأشد، وأنتم قادرون على تحقيق آمالكم وتفعيل عزائمكم نحو تحقيق النجاح والتفوق الأكاديمي والعملي... وأتمني ان تكون دراستكم بالكلية مثمرة وناجحة وذاخرة بالذكريات السعيدة، والله خير موفق.