دور رأس المال الاجتماعي التجسيري في تعزيز الاندماج الاجتماعي والثقافي لأطفال المناطق النائية

تاريخ النشر

24/02/2020 12:00:00 ص

116

المؤلفون

محمد حسين أنور جمعه

الوصف

تطورت النظرة إلي التنمية عامة والتنمية البشرية حديثاً، فلم تعد تقتصر علي تقديم الخدمات المباشرة أو رفع قدرات الافراد عن طريق المرانة والتعلم، بل تشمل قدرتهم الاجتماعية وقدرات النظم الاجتماعية أو ما يمكن أن نطلق عليه قدرات رأس المال الاجتماعي، حيث تنمية الفعل والتفاعل في آن واحد، فمهما بلغ أعضاء المجتمع من مهارة وعبقرية لن تحدث التنمية إلا إذا إمتلكوا نظاماً إجتماعياً يتسم بالفاعلية والكفاءة. فتقديم الخدمات أو تطوير قدرات وإمكانيات أعضاء الجماعة المستند علي نظام إجتماعي مؤسسي يمكن أن نطلق عليه رأس المال الاجتماعي العابر – تدقيقاً – فالموارد التي يتحصل عليها أعضاء الجماعة سواء كانت خدمات عينية مباشرة أو معلومات متدفقة تتم عبر نظام إجتماعي متكامل يضم الجماعات المتباينة معاً، فهو يركز علي خاصية الجمعية ويعتمد علي التفاعل الاجتماعي القائم بين الافراد وأنماط التبادلات الخاصة بهم، فتقديم الخدمات والمساعدات توسع خارج الدوائر المغلقة للافراد، وأصبحت التبادلية Reciprocity هي الحيز الاكبر، فهي توفر الاتصال والتواصل بين الجماعات والفئات المختلفة بالمجتمع. وقد شهدت مصر في العقد الاخير نتاج لتراكم السياسات غير الواضحة بالاضافة للصراعات السياسية والاعمال الارهابية وتفاقم الازمات الاجتماعية والاقتصادية؛ توسع انتشار المناطق النائية والتي تعاني من الاستبعاد والتهميش الاجتماعي، والتي حسبت نفسها جزر منعزلة في وسط المجتمع. ومع توسع إنتشار تلك المناطق ظهرت أجيال جديدة تعاني في الاندماج بالمجتمع، ومع تحول العديد من تلك المناطق لبؤر إرهابية وإجرامية، اتجهت الحكومة لشجيع قطاعاتها وهيئاتها الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني، ورجال الاعمال نحو تقديم الخدمات والرعاية الاجتماعية لسكان تلك المناطق بهدف تحقيق الاندماج والحفاظ علي الكوادر من الاطفال والشباب الذين يشكلوا المستقبل. فالاطفال في تلك المناطق يعانوا من ضعف في مستوي الخدمات المقدمة لهم والملائمه لمراحلهم العمرية المختلفة، من قصور في الخدمات الاساسية التي تقود لحياة صحية سليمة، وتدني مستوي الخدمات التعليمية وإنعدامها في بعض الاحيان، وقصور شديد في المنظومة الصحية المقدمة لهم، وتدني المستوي الثقافي والاجتماعي - عامة - مصحوب بالاضطرابات الاقتصادية – خاصةً - التي تواجه أسر هؤلاء الاطفال في تلك المناطق، كل ذلك يقود الاطفال منذ صغرهم بالشعور بالاستبعاد والتهميش من قبل المجتمع فينشئ مناخاً فكرياً مضطرباً حولهم يقود إلي إهدار طاقات وقدرات كثيرة كان من الممكن إستثمارها بشكل أفضل، لذا فإن الحكومة والمؤسسات الاهلية والمدنية تسعي جاهدة لأحداث تنمية شاملة لتلك المناطق وإعادة وتعزيز إندماج أطفال تلك المناطق النائية في نسيج المجتمع المصري في مواجهة التحديات المختلفة، فتلك المؤسسات الحكومية أو غير الحكومية تسعي لتحقيق الاندماج الاجتماعي والثقافي لأطفال تلك المناطق عبر إستثمار عوائد رأس المال الاجتماعي التجسيري ، كونه الطريق الاسرع والاوقع لتحقيق التنمية لتلك المناطق وحشد طاقاتها، وخلق نسيج مجتمي مترابط. وينطلق البحث الحالي من تساؤل رئيسي وهو ما دور رأس المال الاجتماعي العابر في تعزيز الاندماج الاجتماعي والثقافي لأطفال المناطق النائية؟

URL

DOI

الملخص

الكلمات الدالة